Category Archives: واحة الفكر

في ساحة الفكر الرحيب و الإنتماء الأصيل … مقالاتي

البحث العلمي… البوصلة مفقودة!


images

البحث العلمي … البوصلة مفقودة !

م. حسن علي أبو مطير

hmeteir@gmail.com

ترتكز نهضة المجتمعات بشكل أساسي على البحث العلمي و ذلك لما يقدمه من حلول تساهم في حل مشكلات الواقع ، و لا يخفى على أحد حجم الاستثمار الذي يكون  في الدول المتقدمة في الموارد المالية و الطاقات البشرية في سبيل تطوير البحث العلمي ليكون أكثر مواكبة و قدرة على التعامل مع متطلبات الواقع و استشراف المستقبل و الاستفادة من الماضي.

و لا يقتصر الأمر على مجرد الإنفاق المالي على تطوير البحث العلمي و أدواته، بل على تحديد أولويات للبحث العلمي في كل المجالات الحياتية و العلمية، و لا يُعد هذا الاهتمام شيئا من الترف أو زائدا عن الحاجة بل هو من الأساسيات التي ينعكس أثرها بشكل مباشر على تنمية الوضع الاقتصادي للمجتمع و الذي بدوره سينعكس على تعزيز المكانة السياسية و النفوذ بين الدول، و تعتمد درجة الاستجابة للوصول إلى هذا الأثر إلى درجة مصداقية هذه الأولويات و ملامستها للواقع و توفير جميع الإمكانات للعمل عليها.

لا يوجد لدينا أولويات بحثية مكتوبة !

صُدمت عندما قمت بزيارة لأحد أكبر الجامعات في غزة و سألتهم عن أولويات البحث العلمي  لديهم، فأخبروني أنه ليس لديهم أولويات بحثية مكتوبة و موزعة على أقسام الجامعة و معروفة لدى الباحثين مما يساعد في توجيه المشرفين لأبحاث التخرج و رسائل الماجستير في ما يخدم المجتمع بشكل تراكمي يكون له الأثر الملموس مع الوقت.

و ليت الأمر يقف عند هذا الحد، فعندما تعلم أن نسبة ما تخصصه الجامعات في قطاع غزة على البحث العلمي من موازناتها العامة يقترب من 1.8 % و يصل في أحسن أحواله إلى  3 % في حال توفر الدعم الخارجي، و مع ما تمر به الجامعات من أزمات
مالية فإن نسبة ما تنفقه الجامعات فعليا على البحث العلمي تقترب من الصـفر !

ماذا يعني هذا؟! أنه يعني أن الاهتمام بالبحث العلمي هو اهتمام هامشي لم يرقى بعد لمستوى المواكبة و أن يكون رافعة نهوض للمجتمع، و أن جامعاتنا لم تفلح بعد في تحويل الاهتمام بالبحث العلمي إلى “هوس حميد” لبناء المجتمع على أسس علمية صحيحة.

و أن محاولات وضع أولويات للبحث العلمي هي محاولات فردية لم تصل بعد لمستوى الاهتمام الجماعي و الرسمي.

و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هذه المسئولية مُلقاة على عاتق الجامعات لوحدها، بل يجب أن يكون للمؤسسات الحكومية الرسمية ممثلة في وزارة التخطيط و التعليم دور في وضع أولويات للبحث العلمي لفترة لا تقل عن5-10 سنوات قادمة و أن تسعى لتخصيص موازنات حقيقة تخدم الباحثين و مساعديهم.

أدوار معطلة في خدمة البحث العلمي !

ثقافة المبادرة لحل المشكلات أو على الأقل وضع التصور العملي لحل المشكلات غائبة عند السواد الأعظم من المعول عليهم من حملة الدرجات العليا – وما أكثرهم في مجتمعنا-، و هذا في ظني مرده إلى أسباب كثيرة ليس أقلها أن الباحث لا يريد أن يُجِهد نفسه في عناء التفكير للوصول إلى حل أو حتى محاولة للبحث عما يقرب إلى الحل ، أو انه يتصور أن وضع المشكلات سيجلب له و لغيره مزيدا من التعاطف لتوفير حلول جاهزة قد تخدم و قد لا تخدم واقعا يئن تحت تراكم الأزمات!

إشاعة المعلومات للباحثين !

و من العجيب و الغريب في عصر ثورة المعلومات و انتشارها في العالم و عصر تعتبر فيه المعلومة مصدر قوةً لمن يمتلكها و يُحسن توظيفها  أن تجد من الباحثين من يريد الشروع  في عمل بحثي يحتاج فيه إلى معلومات و مراجع ليسند رأيه و يقوي حجته و يستفيد مما سبق من تجارب الآخرين، فيصطدم بعقبات لا حصر لها منها على سبيل المثال ما يمكن أن نسميه “معلومات سرية” و غالب هذه المعلومات مرتبطة بالمجالات الحيوية كالماء و الطاقة و غيرها، و الغريب أن هذه المعلومات تظل سرية حتى لمن يمتلكها ، فإما أنه لا يعرف قيمة ما يملك من معلومات ، أو أنه يريد أن يظل هو المستأثر الوحيد عليها و هذه خسارة كبيرة و جريمة أكبر بحق المجتمع و مستقبله.

و على الجانب الأخر المتعلق بالوصول للمعلومة فإنك بالكاد تجد مرجعا حديثا في المكتبات العامة أو الجامعية أو اشتراكا في المكتبات العلمية العالمية التي تنشر الأبحاث المحكمة  مما يتيح للباحثين الوصول لها بالمجان كما هو معمول به في الجامعات الأخرى.

ماذا نريد لامتلاك البوصلة ؟!

و حتى نسير على هدى من أمرنا و نتحرك في الاتجاه الصحيح لا بد من امتلك البوصلة لتوجيه البحث العلمي نحو نهضة واقعنا و لتحقيق التنمية الاقتصادية و المكانة السياسية و أن بدا للبعض أن هذا ضربا من الخيال أو من أحلام اليقظة و لكن لا بد من التالي :

1-      على المستوى الرسمي و الحكومي :

–          وضع خطة وطنية للبحث العلمي و أولويات البحث العلمي لمدة لا تقل عن خمس سنوات قادمة على الأقل.

–          تخصيص الدعم المادي و المعنوي للبحث العلمي و الباحثين و إشراكهم في بناء المستقبل و حثهم على المبادرة في تقديم حلول للمشكلات القائمة في مختلف المجالات.

2-      على مستوى الجامعات:

–        توجيه البحث العلمي في الدراسات العليا في الجامعات لتلبية متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية

–        أن يتم اعتماد مقترحات رسائل الماجستير و أبحاث التخرج بما ينسجم مع الأولويات الوطنية و يخدمها بشكل مباشر.

–          الاستفادة من التطور التكنولوجي في توفير المراجع و الأبحاث العلمية المحكمة.

–          إنشاء دليل يحتوي على جميع ما تم إنجازه من الأبحاث السابقة في كل مجال من مجالات البحث العلمي.

–           الحرص على أن تكون نتائج الأبحاث العلمية ملموسة و قابلة للتطبيق و أن تمهد الطريق لاستكمال الطريق للباحثين الجدد.

3-      على مستوى القطاع الخاص

–          زيادة المشاركة بين القطاع الخاص و الجامعات و عرض أهم التحديات على الباحثين من أجل العمل على حلها.

4-      على مستوى المجتمع و حتى عامل النظافة:

–          يجب على المجتمع بكل فئاته و حتى عامل النظافة أن يراقب مستوى المعيشة و نظافة الشوارع و المرافق العامة و مستوى دخل اليومي للعامل البسيط فإن كان في ازدياد فهذا يعني أننا امتلكنا البوصلة ، و إلا فإن البوصلة ما تزال ضائعة !

و أن يسأل بكل جرأة و قوة:  ما قيمة كل المتعلمين و أصحاب الشهادات العليا أن لم يمتلكوا بوصلة القيادة و  قوة التأثير في مجتمعاتهم؟!

 

30 نصيحة هامة عند زيارة معرض الكتاب


صورة

30 نصيحة هامة عند زيارة معرض الكتاب

“لتكن زيارتُي هادِفة”

حسن علي أبو مطير 

facebook.com/hasan.abumeteir

أعطني مجتمعا قارئا أُعطِك كُل مفاتيحِ التقدم و النهوض و العيش الرغيد … لعلها فرصة عظيمة أن تجتمع المكتبات و دور النشر في ساحة  واحدة للتنافس فيما بينها ليعرض كل منها ما لديه من كتب و يستقطب عددا أكبر من الزوار و يجني الكثير من الأرباح … هكذا ينظر أصحاب المكتبات و دور النشر للمعارض و هذه نظرة مشروعة من وجهة نظرهم، و هي نظرة تحتم على زائر المعرض أن يكون أكثر وعيا أثناء زيارة المعرض ليستفيد أكبر قدر من الوقت و يحصل على أفضل الكتب التي تلامس اهتمامه و تلبي تطلعاته في سبيل تطوير ذاته و تنمية فكره.

و سأحاول أن اعرض لـ 30 نصيحة  لزيارة هادفة لمعرض الكتاب:

1-      قبل زيارة المعرض حاول أن تتعرف على دور النشر و المكتبات التي ستشارك في المعرض و ما هي المجالات المعرفية التي تهتم بها.

2-      حاول أن تأخذ جولة عامة على المعرض لتتعرف على كل ما هو معروض.

3-      تعمدُ بعض دور النشر إلى طباعة الكتب الكبيرة و تقسيمها إلى أجزاء متفرقة، و هذا من شأنه أن يجعل مجموع الكتب المتفرقة أغلى من الكتاب الأصلي لذلك عليك أن تطالع فهرسة الكتاب لتتأكد من شمول المواضيع كافة.

4-      احرص في زيارتك الأولى  أن تكون لوحدك و أن تتفرغ في اليوم الأول للمعرض من كافة الالتزامات و المواعيد لتشكل انطباعا كاملا عن المعرض و ما يحتويه من كتب.

5-      اسأل أصدقائك المهتمين عن الكتب التي أعجبتهم و  سجلها لتوفير الوقت و لضمان أن لا يفوتك شيء من الكتب عظيمة الفائدة.

6-      لا تشتري الكتاب من أول مكتبة، و لكن تجول في المعرض لعلك تجد نفس الكتاب بطبعة أجود أو سعر أقل.

7-      لا تشتري الكتب الغالية في أول يوم من المعرض إلا إذا خشيت من نفاذ كمياتها أو انعدامها في الأيام التالية، و أجّل الشراء لِأخر يومٍ في المعرض فغالبا ما يتم زيادة الخصم على الكتب في اليوم الأخير للمعرض.

8-       إذا كنت من الذين يقبلون بتبادل الكتب: فتعاهد أنت و مجموعة من أصدقائك على شراء مجموعة من الكتب المختلفة و تبادلها بينكم.

9-      إذا كنت من تنوي شراء أكثر من كتاب فاحرص على اقتناء الطبعات الخيرية أو الطبعات ذات الجودة الأقل ، و إن استطعت أن تحصل على الكتب الفاخرة فهذا أفضل.

10-  لا تترد في شراء أي كتاب نادر مهما كان سعره فأنت لا تدري متى تجده مره أخرى

11-  فاوض أصحاب المكتبات على الأسعار التي يعرضونها فمعظم الكتب التي تصل إلى المعرض يكون عليها خصم يصل في كثير من الأحيان إلى 50% !

12-  إذا لم يكن معك ما يكفي من المال خلال فترة المعرض فلا تترد في اقتراض بعض النقود لشراء الكتب خلال فترة المعرض لأنها تكون بسعر تنافسي يختلف نوعا ما عن السعر بعد المعرض.

13-  احرص على اقتناء ما يطور شخصيتك و مهاراتك و ينمي فكرك.

14-  لا تتردد في شراء أي كتاب  بحجة أنك لا تعرف مؤلفه لان ما لا نعرفه أكثر مما نعرفه و لكن عليك أن تأخذ نصيحة من يعرف المؤلف و خلفيته الفكرية.

15-  احذر أن تشتري كتابا لمجرد أن أعجبك عنوانه أو شكله أو نوع ورقه و احذر من “بريق الأسماء”، فبعض الكتاب يجدون في الكتابة باب رزق جيد، فلا ترضى لنفسك أن تكون ضحية لهم.

16-  احرص على أن تفحص الكتاب من الداخل لئلا تفاجأ بمشاكل فنية في الطباعة أو فقدان بعض المعلومات بعد مغادرتك للمعرض.

17-  إذا كنت من الذين يحبون شراء الموسوعات و المجلدات الضخمة فتأكد من التسلسل الرقمي و تتابعه  خشية أن تفقد جزء منها فتضيع قيمة المجموعة بكاملها.

18-  يعمدُ بعض الكتاب إلى إصدار طبعات جديدة لكتبهم القديمة و يكتبون في أعلى الكتاب “طبعة مزيدة و منقحة”، فلا تتعجل في شراء الكتاب الجديد إلا بعد أن تتأكد من وجود إضافات جديدة و نوعية تستحق أن تشتري الكتاب لأجلها.

19-  حاول أن تخرج عن نمطك الروتيني في القراءة فإن كنت معتادا أن تقرأ في فنا معين فلا تتردد في أن تتعرف على فن أخر.

20-  إذا كنت حديث عهد بالقراءة و تسعى لأن ترسخ هذه العادة في نفسك، فلا تترد في شراء الكتب الصغيرة و سهل الهضم و لا تقتحم حصون المجلدات الكبيرة أو الكتب الدسمة،  فتصرعك و تُرديك قتيلاً على أبوابها و تخسر معركة ترويض نفسك على القراءة.

21-  احرص على تنويع اقتنائك ليشمل كتباً في مجال تخصصك الدراسي، و مجال اهتمامك الشخصي، و مجال فهم الواقع على اختلاف أشكاله (الاجتماعي-الاقتصادي- السياسي-الديني…الخ).

22-  احذر من آفة عشق حيازة الكتب؛ فاقتناء الكتب في حد ذاته ليس بغاية، وإنما وسيلة لغاية، وهذه الغاية هي تحصيل العلم النافع الذي تعبَّدنا الله -عز وجل- بطلبه، أما أن يصير همُّك هو حيازة الكتب، والتلذذ برؤيتها متراصة مزينة جدار بيته؛ فالحذرَ فالحَذرَ! (منقوله).

23-  حاول أن تصطحب معك –بعد أن تتم  جولاتك في المعرض- أسرتك و أطفالك الصغار لتزرع فيهم حب القراءة و تفتح مداركهم على سعة العلم و المعرفة لتكون لهم محفزا.

24-  اهدي كتابا لمن تحب في الموضوع الذي يحب، و حاول أن تكتب له إهداء يشجعه على القراءة  و الاطلاع.

25-  اقرأ اسم مؤلف الكِتاب بعناية فبعض الكُتاب يلجأ إلى وضع اسم له يُشابه اسم الكُتاب المعروفين فيخدعُ الجمهور أنه من الكُتاب الكبار و المعروفين و هو ليس منهم.

26-  اجتهد في أن أتضع لك تصورا تعرف من خلاله كيف ستستفيد من الكتب التي ترغب في شرائها حتى إن لم تكن ترغب في قراءتها الآن، و إن لم تستطع فتروى قبل أن تشتري الكتاب.

27-  إذا لم تتوافر أي معلومات تقنعك بشراء الكتاب أثناء تجولك في المعرض، فأنصحك بمراجعة موقع http://www.goodreads.com   لمراجعة عشرات الأشخاص الذين قرؤوا الكتاب أو أي موقع من المواقع الاجتماعية الأخرى.

28-  كن دِمِث الخُلق و حاول أن تتقبل الأخر و أن لا تعترض على ما لا يعجبك في المعرض من كتب إلا إذا كانت تخالف في أمر ديني أو اجتماعي.

29-   عندما تقرر أن تشتري كتابا او مجموعة كتب حاول أن تصطحب معك مجموعة من أصدقائك لتضرب أكثر من عصفور بحجر، كأن يتعرف أصدقاؤك على الكتب الجديدة، و أن تحفزهم على الشراء، و أن تحفز البائع أن يزيد لكم في الخصم على أسعار الكتب.

30-   اعلم أن كل كتاب ستشريه هو أمانة لديك، و أن الواجب عليك يحتم أن تنتفع بما تقرأ و أن تنفع غيرك.

هذا ما جاد به المولى علي من فتوحات و أفكار و أرجو أن يكون فيها الخير و النفع و الأثر الطيب.

و الله الموفق و الهادي إلى الصراط المستقيم ،،،

حلقة : القراءة بين الواقع والمأمول


في حلقة جميلة و هادفة جمعتني مع الصديق المبدع / المهندس أحمد الكريري
حول موضوع القراءة …
حلقة الأسبوع الماضي من برنامج أوراق شبابية حول ” القراءة بين الواقع والمأمول ” …
حيث كان معنا في هذه الحلقة المهندس حسن أبو مطير ، قائد مبادرة القراءة منهاج حياة  .. واستعرضنا معه ماهية القراءة ، وطرقها ، ونوعيتها حسب القراء
كما تطرقنا للحديث حول أهم الأسباب المؤدية إلى قلة مستوى القراءة عند العرب ، وكيف يمكن للشخص المبتديء أن يشق طريقه في بحر القراء والمطالعين … وزوايا أخرى تناولناها خلال الحلقة
بإمكانكم تحميل الحلقة
الحلقة الثالثة || القراءة بين الواقع والمأمول

حركة الحياة: أهمية فهم حركة الحياة قبل قراءة التاريخ


hya

’’ سيظل التاريخ مدرسةً كبيرةً مفتوحة الأبواب لكل من أراد أن ينطلق لإحداث تغييرٍ إيجابيٍ واعٍ في المجتمع , و بدون الولوج إلى مدرسة التاريخ فإن حلقةً عظيمةً من حلقات فهم الواقع ستكون مفقودة, و مالم نحسن قراءة التاريخ قراءة متبصرة , و الأستفادة من تجارب السابقين فإن كثيرا من جهود الإصلاح ستبوء بالفشل’’

م. حسن علي أبو مطير يقظة فكر

ذكرت في مقال ” الإصلاح الصعب “, أن التاريخ يُعد مصدرا مهماً لفهم الواقع , و لا شك أن التاريخ سيظل مدرسةً كبيرةً مفتوحة الأبواب لكل من أراد أن ينطلق نحو إحداث تغييرٍ إيجابيٍ واعٍ في المجتمع , و بدون الولوج إلى مدرسة التاريخ فإن حلقةً عظيمةً من حلقات فهم الواقع ستكون مفقودة, و مالم نحسن قراءة التاريخ قراءة متبصرة واعية , و الأستفادة من تجارب السابقين, فإن كثيرا من جهود الإصلاح سوف تبوء بالفشل.

و السؤال الذي أود أن أطرحه في هذا المجال و الذي سيكون مدخلاً لما سنتحدث عنه مستقبلا- بإذن الله – من قوانين و سنن حركة الحياة ,وهو هل نحن فعلا نُحسن قراءة و فهم التاريخ ؟, و هل ندرك حقا حجم تاريخنا الحقيقي؟ , و هل نملك أدوات التعامل الصحيح مع التاريخ ؟ و هل نحن قادرين على ربط حلقات التاريخ بشكل كامل متصل يساهم في صناعة صياغة للواقع الذي نعيشه من خلال فهم الأحداث السابقة ؟

يجيب عن بعض هذه الأسئلة د.ماجد الكيلاني حين تناول البحث حول الهجهمات الصليبية و على مدينة القدس و كيف ظهر جيل صلاح الدين و كيف تحررت القدس في كتابه “هكذا ظهر جيل صلاح الدين و هكذا عادت القدس” , فيقول: بأن الذين أرخوا لتاريخ الأمة الإسلامية و الأحداث التي مرت بها كانوا يعانون من أحد المشاكل التالية:

1- “التأريخ الفردي” , حيث يتناول هذا النوع من التأريخ فردا بعينه مثل صلاح الدين الأيوبي , أو نور الدين محمود و غيرهم من قادة الفتح الإسلامي المعروفين في التاريخ الإسلامي, دون أن يُبرز الطابع الجماعي للنخبة و الأمة في الإعداد و الجهاد, و يُغفل جهود المصلحين التي أدت إلى ظهور هذا الجيل من الفاتحين.

2- سرد الأحداث التاريخية سردا مجردا دون تحليلٍ أو وقوفٍ على سنن الله أو الإستناد لـ ” فلسفة تاريخية ” مؤصلة واعية بقوانين السلوك و الاجتماع ,و لا يقدم أية روح حافزة , فالتاريخ بالنسبة لهذه الدراسات أحداث و ممارسات ظاهرية :ذرية, يقوم بها الأفراد الأقوياء من أرباب الجاه و النفوذ و الثروة باعتبارهم محور الأحداث التاريخية وروافع التغيير الأجتماعي و التطور التاريخي , فمنهجهم في التأريخ يفصل بين حلقات السلوك البشري التي تبدأ بالفكر ثم الإرادة ثم الممارسة العملية.

إن التاريخ حينما يُقدم لنا دون ربطه بسنن الله الكونية و فقهٍ لحركة الحياة , فإن العقل المسلم سيشعر بنوعٍ من الإضطراب نتيجة القفزات التاريخية و التي ستحدث عنده نوعا من الخلل في فهم كثير من الظواهر الكونية, و نتيجة لهذا الفهم الناقص سينشأ عملٌ مضطربٌ خطأه أكثر من صوابه.

alem

إن في قراءة التاريخ دون التبصر بحركة الحياة و سنن الله في الكون من شأنه أن يُنشئ جيلا يؤمن بالخوارق و الكرامات دون أن يكون أهلا لها, و يعتمد على العواطف و الأمنيات في إحداث التغيير دون أن يسلك سبله الحقيقة , و يعتقد بأنه يستحق النصر و التمكين لمجرد أنه مؤمن فقط , و هذا هو – برأيي – سبب الإضطراب الفكري الذي يعانيه كثير من شباب الجيل الجديد المتحمس لخدمة دينه , و ربما وصل هذا الإضطراب إلى حد القيادات أيضاً.

إن من المؤسف حقا أن نجد من المسلمين اليوم من يُقدم تاريخنا على أنه مادة جامدة لا تُؤثر في النفس و لا يربطها بسنن الله الكونية ,و لا تساهم في صناعة فكر الأمة , فيُربي في الجيل الجديد اليأس و القنوط و يُزهد كثيرا من المسلمين في المساهمة الحقيقة في دفع مسيرة الأمة نحو السيادة و القيادة, انتظارا للقائد الفاتح المنُتظر!

و إني أرجو أن يكون ما سأقدمه في حركة الحياة بوابة نسلط من خلها الضوء على التاريخ و تجاربه , و نستعين بذلك على فهم للواقع و رسم صورة متكاملة المعالم للمرحلة القادمة من حياة الأمة الإسلامية.

و الله المستعان و هو الهادي للصراط المستقيم.

حركة الحياة


has

م. حسن علي أبو مطير* – يقظة فكر

,, لا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها علي بعض، وترقبوا ساعة النصر وما هي منكم ببعيد. ,,حسن البنا – رسالة المؤتمر الخامس

حركة الحياة

إن هذا الكون يسير وفق نظام دقيق و قوانين محددة وضعها الله سبحانه وتعالى , و هذه القوانين لا تتبدل و لا تتغير بأيّ حال من الأحول , لا تتغير لمؤمن أو كافر غني أو فقير , عزيز أو ذليل, و لا تتحول مع تقدم الزمان أنها قوانين ثابتة. و الأمم على تتابعها و تدافعها مرت تحت هذه القوانين , فمن تعامل و تساوق معها من الأمم حاز نصراً و تأيداً و نال شرف قيادة البشرية و إن كان كافراً , و من اصتطدم معها و عارضها و سار في عكس اتجاهها خسر و تقهرر و كان في ذيل الأمم, وإن كان مؤمنا.

و نحن نحاول في الرصد لقوانين حركة الحياة أن نتعرف عليها من أجل نتساوق معها و نسير في اتجاهها و لا نغالبها حتى نسير وفق ما أراد الله سبحانه وتعالى لهذا الكون أن يسير , لأنّ كثيرا من الشباب المندفعين و أصحاب العلم القليل , يظنون أن أمور الكون تسير غير دقيق , فمن هؤلاء ينشأ الخطر و تكون نتائج الإصلاح عكسية و خطيرة و يكونوا بعد ذلك سببا خطيرا و معول هدم في جهود الدعاة و جهود كثيرا من المصلحين بسبب جهلهم و عدم تبصرهم بهذه القوانين والذين يسيرون بعكس اتجاهها.

لذلك فإن الأصل في الانسان الحصيف الذي أدرك واجبه نحو دينه و دعوته و أراد أن يساهم في إحداث تغيير إيحابي في المجتمع أن لا يتصادم مع نواميس الكون فإنها غلابة، و أن يستخدمها ، أن يسير في اتجاها وأن يتساوق معها وأن يستعين ببعضها على بعض، و أن لا يغالب سنن الله فإن من غالب سنن الله غلبته و من غالب الله غلبه.

إنّ هذا النوع من الفقه – و الذي أقصد به فقه حركة الحياة – هو ما ينبغي على شباب الدعوة الإسلامية أن يتعلموه ويعلموه و أن يكون شغلهم الشاغل و محل اهتمامهم لأنه و بدون هذا الفهم لهذه القوانين فإنّ كثيرا من الجهود والأوقات و الأموال ستصرف في غير اتجاهها الصحيح و ربما تكون النتائج عكسية و ذلك بسبب الجهل بهذه القوانين.

و حركة الحياة تشهد لهذه القوانين و تشهد لكل من تساوق معها و سار باتجاهها كيف حاز النصر المظفر سواء أكان مسلما أو كافرا لأن ميزان العدل الرباني يقتضتي بأنّ النصر يؤتى لكل من سعى له و اتخذ أسبابه بغض النظر أهو مؤمن أو كافر , وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى (كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا)- الإسراء آية 20, وهذه الآية الكريمة تمثل سنة من سنن الله و قانوناً من القوانين التي يحكم الله بها الكون.

و الواقع يشهد لهذا , فكم من الدول اليوم والتي تساوقت مع قوانين الله في الكون صارت في المقدمة مع أنها دول لا تمت بالإسلام بصلة, و نجد على الطرف الأخر تخلف كثير من المسلمين بسبب تصادمهم مع تلك القوانين.

وهنا مثال بسيط نحاول من خلاله تقريب الصورة ,فإن الله سبحانه وتعالى لما أرد أن ينزل تشريع الصلاة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم عرج بنبيه محمد صلى عليه وسلم إلى السماء ليكلفله ويكلف الأمّة من بعده بأمر الصلاة فسخر الله سبحانه وتعالى البراق للنبي صلى الله عليه وسلم لينقله ليلة الإسراء و المعراج وتمت هذه الحادثة العظيمة في ليلة واحدة.. و هذه الحادثة في اعتباراتنا كمسلمين تعتبر حادث معجز كون أنّ هذا الأمر العظيم تم في ليلة واحدة و ترتب عليه تكليف عظيم ألا و هو الصلاة و التي هي عماد الدين.

ولما كان يوم الهجرة إلى المدينة المنورة فإن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفقه سنن الله في الكون أعد العدة و أتخذ الأسباب من تخفي , و إستعمال الدليل و الدعم اللوجستي و العين التي ترقب له أخبار القوم كل هذه الأسباب أتخذها رسول الله مع أنه كان بوسعه أن يدعو الله فيجري معجزة أخرى مثل معجزة البراق, و لكن ذلك كله لم يكن فلماذا إذا لم يكن البراق ساعتها؟ و لماذا يحصل معجزة مع رسول الله في هذا الموقف الصعب؟

لم تقم الدولة في المدينة – كما هو الحال بالنسبة لكل الدول – على المعجزات و الأماني , و إنما قامت على فقه سنن الله في الكون , قامت على تضحيات الرجال و النساء الذين قدموا الدماء و الأشلاء و الأنفس التي بذلت نفسها ومالها و كل ما تملك في سبيل هذه الغاية و سبق هذا كله إعداد و تربية للمجتمع جعلت الرجل منهم يضحي بنفسه و ماله و أهله في سبيل النصرة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لدين الله سبحانه و تعالى.

وكأنّ الأمر يبدو واضحاً جلياً لنا وفيه رسالة عظيمة مفاده أن أمر الهجرة عظيم وسوف يترتب عليه إقامة دولة وهذه الحادثة تشكل منعطفا تاريخيا مهما في تاريخ المسلمين وفيه رسالة مفادها أن الدول لا تقوم على المعجزات ولا على الأماني وإنما تقوم على أكتاف الرجال الصابرين لذلك فإن النصر و التمكين ليس بضاعة تستورد من هنا أو من هناك و ليس هبة توهب من هذا أو ذاك , ولايمكن بأي حال من الأحوال أن تحدث معجزة كونية لتصبح بعدها و تجد نفسك منتصرا!

لأنّ للنصر قانون وضعه الله سبحانه وتعالى لن يختلف بأيّ حال من الأحوال , ولن تحوز نصرا لم تخض معاركه, فعندما حل الضعف في الأندلس التي ظلت شامخة لعدة قرون و كانت قائدة العالم بأسره و شاع فيها كل ألوان الحضارة والتقدم , فلما خالفت سنن الله الكونية سقطت و وقف أخر أمرائها يبكي على الأطلال و هو ينظر إلى بلاده لتقول له أمه:

فلتبكي كالنساء على ملك لم تحفظه كالرجال

لذلك و حتى تكون خطواتنا نحو التغيير خطوات واعية يجب علينا أن نفقه قوانين الله في الكون حتى ندرك سر حركة الحياة و نتساوق معها و لا نصادمها

وللحديث بقية بإذن الله

و موعدنا مع القانون الأول بحول الله..

روائع الهندسة في صناعة الحياة – هندسة تحقيق الامثلية


روائع الهندسة في صناعة الحياة – هندسة تحقيق الامثلية
(4)

optim
م. حسن علي أبو مطير – يقظة فكر

إن ما يميز الهندسة عن غيرها من العلوم الحياتية أنها تسعى لتقديم حلول للمشكلات التي تواجهها وفقا لمجموعة من المعايير , و هذه المعايير :هي أن يحقق الحل أفضل النتائج الممكنة في أقل وقت ممكن , و أقل تكاليف مادية و بشرية , وهذه المعايير هي التي تميز المهندس عن غيره من أصحاب الصناعات و الحِرف الأخرى , و هي أيضا ميزان للتفاضل بين مهندس و مهندس آخر.

نحن نسعى دائما في كل أمور حياتنا إلى الأفضل , و نظل دائما نفكر كيف يمكن لنا أن نحصل على أفضل النتائج بأقل جهد ممكن , و أقل تكاليف في أقل وقت ممكن , و لكن هل هذا ممكن في كل وقت ؟؟

بالطبع لا … لأن مجرد رغبتنا في الحصول على شيء ما , أو تمني الوصول إلى موقع متقدم في مكان ما لا يكفي أن نحقق ما نريد بل إن علينا أن ندرك أن هناك مُحَدِدات أخرى تدخل في الحسبان حتى نصل إلى الحالة المثالية المناسبة لتلك المحُدِدات, و التي تتناسب مع ظروفنا و أوضاعنا , و هذه الحالة المثالية ليست مطلقة بل هي ” أفضل الممكن” في ظل وجود متغيرات و عوامل تتغير من وقت لأخر حسب معرفتنا و خبراتنا و الظروف المحيطة بنا.

لنأخذ مثالا توضيحيا يوضح الفكرة التي أريد إيصالها, لنفترض أن طالبا في الصف السادس الابتدائي , و أن هذا الطالب يتمتع بكثير من الذكاء و الجدية و المثابرة في دراسته , فمن المفترض حسب المعطيات السابقة أن يكون هذا الطالب من الأوائل في دراسته أو على الأقل من المتفوقين بين أقرانه , و لكن عندما نجد أن هذا الطالب متوسط التحصيل رغم كل ما لديه من قدرات , يجعلنا هذا نفكر لماذا يكون تحصيل هذا الطالب بهذا المستوى و الذي لا يتناسب مع ما لديه من قدرات !!!

ربما يكون لديه مشاكل عائلية تعكر عليه جو دراسته, فلا يصفو ذهنه للمذاكرة و بالتالي فلن تكون نتائجه جيدة , و ربما يكون في مدرسة لم يلقى فيها تشجيعاً من معلميه و اهتماماً كافيا يحفزه على الاستمرار في اجتهاده و تفوقه , و ربما أنه اقترن بصحبة سيئة لا تعطي كثيرا من الاهتمام للمذاكرة , فيكون تأثيرها عليه واضحا من خلال علاماته في نهاية السنة … إلى غير ذلك من الأسباب التي تحد من تفوقه و وصوله إلى الحالة المُثلى .

إننا عندما نريد أن نحصل على الحالة المُثلى لهذا الطالب في ظل ما سبق من محددات مُتغيرات سنصل و لا بد لنتيجة متوقعة لتحصيله الدراسي بأنه طالب متوسط التحصيل حتى و لو قمنا بإغفال تلك المحددات و لم نأخذها في الحسبان فسنصل في النهاية إلى النتيجة ذاتها و هي أن هذا الطالب متوسط التحصيل و هذه النتيجة هي أفضل ما يمكن أن يحصل عليه هذا الطالب في وجود هذه المحددات , و لكنها ليست النهائية , فنحن لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نطلق حكما نهائيا على هذا الطالب بأنه متوسط التحصيل لأن ما يحد من تفوقه و حصوله على مراتب متقدمة يمكن أن يتغير و يتبدل, و بالتالي يتغير مستواه و تحصيله الدراسي.

:: هندسة تحقيق الأمثلية في الدعوة الإسلامية ::

كذلك هو الحال بالنسبة للدعوة الإسلامية , فكم هي عظيمة هذه الدعوة بما فيها من أفكار و أخلاق و قيم و مبادئ, و حسب النظرية المثالية فإنه من المُفترض أن تكون هذه الدعوة هي الدعوة السائدة, و القائدة, و الموجهة, و الهادية, و المنقذة لهذا العالم الحيران من براثن الجهل و الجهلاء , و أن تكون سببا في رقيه و نهضته و تخليصه من التبعية, و قد توالت جهود كثير من المصلحين عبر التاريخ للوصول بالأمة إلى الحالة المثالية و التي تتوافق مع معطيات كل مرحلة, فمنهم من راعى هذه المحددات و فَهِم الواقع فعمل بمنهجية واضحة تتناسب مع الواقع الذي يعيش فيه مراعيا سنة التدرج في التغيير , ومنهم من أراد أن يُغفل جانب المحددات – متعمدا كان أو جاهلا- و أراد أن يصل بالمجتمع إلى الحالة المثالية قفزةً واحدة , فأصطدم بواقع لم يتقبله, فراح يفجر و يكفر و يخون و يعادي كل من لم يحسن هو دعوته بالطريقة الصحيحة.

إن علينا أن ندرك أن عملية الإصلاح و النهوض بالمجتمع هي عملية تكاملية ,و توافقية, و تراكمية,و متدرجة, و هي في ذات الوقت عملية صعبة و شاقة لأن ما يواجه العمل الإصلاحي من التحديات و المُحَدِدات يجعله في مكانةِ أقل للمواجهة مع مجموع عوامل الهدم المجتمعة.

لقد صار بديهيا أن قيام أمة قوية يستلزم وجود مجتمع قوي, و وجود مجتمع قوي يستلزم وجود جماعة قوية تعمل بواقعية و صواب و إخلاص , و وجود جماعة قوية يستلزم وجود أسرة قوية متينة الأساس مُحكَمة البناء , و وجود هذه الأسرة يستلزم وجود فرد أسس بنيانه على أساس قوي و فكر سليم.

إن العنصر الأساسي في معادلة الإصلاح و التنمية , و التي نسعى من خلالها إلى الوصول إلى هدف محدد و واضح هو أن نرتقي بأمتنا حتى تصير في مقدمة الأمم في كل مجالات الحياة هو الفرد المسلم, و هذا الفرد لا ينفك يصارع و يدافع نفسه بين جذب الإيمان و الهمة, و شعوره بالمسؤولية , فيتجه بقوة نحو العمل بهمة عالية, و بين جذب أخر هو جذب هواه و غرائز نفسه و تطلعه للدنيا , و ما يصيبه في بعض الأحيان من فتور و ضعف. – المنطلق

هذه هي طبيعة النفس البشرية لا تتغير و لا تتبدل بأي حال من الأحوال , و مهما عمل المربون على إغفال هذه الطبيعة و تجاوزها , و إعطاء هذه النفس حجما أكبر أو أصغر من حجمها الطبيعي من خلال قصور في جانب تزكية النفس و ترويضها , و تصوير الواقع على غير حقيقته , فإن هذا من شأنه تحقيق نتائج بعيدة كل البعد عن الحالة المثالية.

إن الحرص على تزكية النفس و تربيتها تربية خاصة بحيث تصير معها النفس أقدر على فهم الواقع , و فهم طبيعة الإصلاح المعقدة و أولوياتها, كفيل أن يصنع فردا قويا فاهما واعياً, ومن من مجموع هؤلاء الأفراد يتكون لدينا رصيد كبير , و بحسب تناغم الأجزاء و البراعة في تجميع شظايا العمل المتفرقة هنا و هناك يتقدم العمل خطوة نحو تحقيق الهدف ونهضة الأمة.

رابط الموضوع على موقع يقظة فكر
http://feker.net/ar/

الإصلاح الصعب


الإصلاح الصعب
التاريخ: 2010-02-18

hard
حسن أبو مطير

تتكون أي أمة من الأمم من ثلاثة عناصر أساسية :العنصر الأول هو الأفكار و هي التي تتمثل في العقيدة و القيم و الأخلاق و المبادئ , و العنصر الثاني هو الأشخاص قادة و محكومين , والعنصر الثالث هو الأشياء و التي تتمثل في الأموال و الزينة , و هذه العناصر الثلاث تمثل معيارا دقيقا نستطيع من خلاله الحكم على حالة أي أمة , فمتى ما دار الأشخاص و الأشياء في فلك الأفكار الصحيحة كانت الأمة حيةً في أوج صحتها و عافيتها , و متى ما دارت الأفكار و الاشياء في فلك الأشخاص شاع المرض و استشرى الفساد و الأستبداد في الأمة , ومتى ما دار الأشخاص و الأفكار في فلك الأشياء انحدرت الأمة نحو الهاوية وصولا إلى حالة الوفاة و الموت المحقق , و هذه العناصر الثلاث في حركة دائمة مستمرة.

و ليس أصدق من التاريخ في تصديق حركة الأمم و تدافعها و دورانها حول هذه العناصر الثلاث , و الواقع يشهد لهذه الحركة و يصدقها.

و لا شك أن التاريخ يُعد مصدرا مهماً لفهم الواقع , و لا شك أن التاريخ سيظل مدرسةً كبيرةً مفتوحة الأبواب لكل من أراد أن ينطلق لإحداث تغييرٍ إيجابيٍ واعٍ في المجتمع , و بدون الولوج إلى مدرسة التاريخ فإن حلقةً عظيمةً من حلقات فهم الواقع ستكون مفقودة, و مالم نحسن قراءة التاريخ قراءة متبصرة , و الأستفادة من تجارب السابقين فإن كثيرا من جهود الإصلاح ستبوء بالفشل.

و لا أريد أن يتبادر إلى الأذهان أن هناك إصلاحا سهلا و أخر صعبا , فطبيعة الإصلاح الفطرية “صعبة” و هي غالبا مما لا تقبله النفس البشرية بسهولة بل و تعمل على مقاومته في بعض الأحيان, فالنفس البشرية تسعى دوما نحو الرفاهية و الدعة و الراحة, تماما كحال المريض الذي يتمنع عن تقبل الدواء المُرِ من أجل أن يكون سببا في شفائه من مرضه بسبب أن نفسه لا تقبل بمرارة الدواء, و لكن الذي سأشير إليه في هذه الكلمات هو ما يمكن أن يزيد عملية الإصلاح صعوبةً إلى صعوبتها الفطرية.

و سأحاول أن أورد في نقاط محددة ما يزيد عملية الإصلاح صعوبةً :

1- طغيان المجاملة , و المدح الزائد, و تمجيد الذات على النصح و التوجيه و الإرشاد , مما يسبب غفلة عظيمة عن الحالة الصحية التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع.

2- شيوع الروح السلبية و التبعية الفكرية للاشخاص , و عدم المقدرة على طرح تنوع فكري, و مقابلة الرأي بالرأيو الحجة بالحجة .

3- حب التفرد و الظهور و نزعة الـ”أنا الأعلى” عند بعض المنتسبين للعمل الإصلاحي, و هذا يتمثل في كثير من الأحيان عند حصول أي نوعٍ من اختلافٍ في وجهاتِ النظرِ بين أفراد العمل الواحد , مما يجعل بعضهم يفكر في الإنفصال و إقامةِ عملٍ أو مشروعٍ إصلاحي مستقلٍ بذاته معتمدا على ما لديه من خبرة و كفأة و علاقات.

4- كثرة التنظيرات و تقديم الكلمات على الأفعال , بحيث تُظهر الكلمات بهرجاً للأفكار و بريقاً دون أن تجد من يطبقها على أرض الواقع إما خوفاً من الفشل أو عدم وجود رغبة كافية للتضحية بشيءٍ يسييرٍ من المال في سبيل تطبيقها , مما يجعل البعض يظن أن هذه الفكرة هي مجرد خدعة.

5- البداية من نقطة الصفر في كل عمل إصلاحي جديد , فكثيرا من العمل الإصلاحي لم – لا – يُحسن الأستفادة من تجارب السابقين بما يتناسب مع واقعه.

6- تكوين قاعدة العمل الأولى على أساس هش يفتح المجال لكل المندفعين للمشاركة في عملية الإصلاح دون أن يكون لهم القدرة الروحية و الأخلاقية و الجسدية على تحمل أعباء المشاركة في عملية الإصلاح.

7- شيخوخة الفكر و عدم قدرة رواد الإصلاح – الأشخاص – على الأستجابة لمتطلبات الواقع وتغيراته الكثيرة و المتسارعة.

8- كثرة المنتقدين لمسيرة العمل الإصلاحي دون المساهمة الحقيقة في توجيه انتقاد يدفع نحو العمل الصحيح , فإنه من السهل على أي شخص يوجه انتقادا لاذعاً و لكن من الصعب جدا أن يتحرك نحو العمل .

هذه هي بعض النقاط التي يمكن أن تزيد الصعوبة في عملية الإصلاح, و أنا أجزم أن هناك أمورا أخرى كثيرة تتسع مع اتساع العمل و تطوراته , و إن واحدا من هذه النقاط من شأنه أن يؤخر مسيرة الإصلاح فكيف إذا اجتمعت!

و لعلي أسوق بعض النصائح التي تخفف من وطأة ما سبق على العمل الإصلاحي:

1- يجب على كل من أراد أن ينخرط في أي عمل إصلاحي أن يتأكد من إخلاص نيته في كل وقت و أن يكون بشكل مستمر في حالة اتهام لنيته خوفا من الوقوع في ما يفسد نيته لان (كل ما لا يريد به وجه الله يضمحل).

2- أن يبادر و يتقدم من يجد في نفسه القدرة و الكفأة على تحمل المسؤولية , و أن يكون في مقدمة صفوف العمل الإصلاحي و أن يساهم في تشكيل قاعدة صلبة تقوم على النصح و التوجيه و المشاورة بدلا من المجاملات و المدح المُطغي للأشخاص و الاستداد بالرأي , و لان تخلفهم من شانه أن يفسح الطريق لمن هم أقل كفأة و قدرة و في هذا خطر عظيم.

3- يغفل كثيرٌ من الأشخاص الذين يكون لهم مقومات قيادية عن حقيقة مهمة ألا و هي ” أن الكفر المنظم لا يقابل إلا بإسلام منظم “, و ربما قد يفلح البعض منهم في إقامة عمل إصلاحي منفرد تحقيا لذاته و تطلعاته الشخصية , وقد ينجح في بعض الأحيان , و لكن ما لا يدركه هؤلاء الأشخاص أن ما يضيفه هذا العمل في مواجهة الكفر المنظم سيظل ضعيف التأثير و هو لا يرقى لمستوى المواجهة, لذلك فإن الجماعة رحمة و مفارقتها شقاء و عناء (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).

4- التأسيس الصامت و تجميع الثقات و العمل بمهنجية تحترم التنوع , و تعمل كثيرا و تتكلم قليلا من أجل أن لا تكون الأفكار محل اتهام السذج من وراء كثرة التنظيرات و قلة العمل.

5- قراءة الإرث التاريخي للأمم قراءة متبصر تُحسن اقتناص المفيد و تعمل على التجديد المستمر بما يناسب كل مرحلة.

هذه بعض نصائح تركزت في مجملها على الأشخاص لانهم هم من يحدد من يدور في فلك من , فالأفكار وحدها لا تبني أمةً قوية مالم يتحرك الأشخاص و يسخروا ما لديهم من أشياء في سبيل الأفكار و يدوروا في فلكها

الموضوع على موقع النهضة
http://www.4nahda.com/node/527

روائع الهندسة في صناعة الحياة (2)



:: صناعة الحياة بين الهندسة والرياضيات ::
(2)

eng

لا تعدو الكلمات الجميلة التي لا يصاحبها عمل إلا أن تكون مجرد دغدغة مشاعرٍ , سريعاً ما تفقد أثرها في النفس لذلك كان أبلغ الاثر للكلمات ,,, أن يصدقها العمل وان يبرهن على صدق النظرية بالتطبيق .

:: الرياضي في ميزان صناعة الحياة ::

وقد تجد الرياضي يضع من وقته الكثير الكثير وهو يشتق المعادلات و يفكر و يحلل و يكامل ويفاضل ويحسب المحددات ويحسب النهايات , ليخرج في النهاية بصيغة نهائية قد لا يعلم هو فيما يمكن ان تستخدم فيكون ما وصل إليه مجرد تنظير بارد لفكرته ومعادلته .

:: المهندس في ميزان صناعة الحياة ::

لكن المهندس يتلقف هذه النظرية بكل شوق فتجده يجيد فنون التكامل في شتى فنون البناء والعمران
ويبدع في تخطيط شبكة اتصال بين سكان حيه
ويتفنن في حسابات الاثقال التي يتحملها المبنى

وهو أيضا مبدع في إشتقاق كل عوامل السلبية من المجتمع

و هو يعلم جيدا معنى النظرية التي يتعامل لانه هو الذي يعلم كيف سيسقط هذه النظرية على الواقع الذي يعيشه بل وقد تجده يغير النظرية ,,, لان النظرية التي أعتمد عليها إبتداءا لم تكن بالشمول الذي يقتضيه الواقع العملي

فالمهندس خرج من طور التنظير النظري الى التنظير العملي الذي يكون معه على مقدرة كاملة في الاقناع وايصال الفكرة ,,, ويصنع الحياة

م. حـــ/ / / ـــن ,,,

روائع الهندسة في صناعة الحياة (1)


:: روائع الهندسة في صناعة الحياة ::

(1)

حسن أبو مطير

روائع الهندسة في صناعة الحياة

كثيرا ما كان يدور في بالي سؤال عن علاقة الهندسة بصناعة الحياة وكثيرا ما كنت أستغرب عندما كنت اسمع عن مهندسين غيروا مجرى الحياة يقول الراشد في كتابه ” صناعة الحياة ” : والمهندس المعماري من أهم صناع الحياة , فان بعض عجيبة يكمن في سداسياتها ونصف جمال الحياة بين جناحي فراشة ” وقد أستطرد كثيرا في حديثه عن المهندس المعماري وكيف ان له علاقة بتسوية النفس وبث لروح الجمال في نفوس البشر وانه أبلغ بفعله الهندسي في نفوس البشر من كثير من الذين يتحدثون …

ولقد أثارني هذا الكلام من الراشد لان أضع كلمة في حق المهندسين . إن أول ما تعلمته في الهندسة أن المهندس ” هو من يحل المشاكل ” وهذا هو بحق ما نحتاجه في هذه الايام : من يعالج و من يعرف كيف يعالج ومتى يعالج :

إن إسقاط نظريات الهندسة على مفاهيم صناعة الحياة إسقاط تتقاطع جميع خطوطه فحين تريد أن تصنع برنامجا فانك بحاجة إلى فهم مداخل البرنامج وماهي النتائج المتوقعة وبالتالي فان مهندس الحاسوب يقوم بتحديد العمليات اللازم اتباعها لصناعة البرنامج وكذلك صانع الحياة يسلك نفس الطريق عندما يريد أن يصنع نهضة فانه يعتبر أنه هو أداة التنفيذ وعليه سيحدد النهاية التي يريد و هذا يقتضي منه تحديد المداخل : العلوم التي سيتعلمها والتجارب التي سيخوض : ,,

تذكرة سفر


تذكرة سفر

تتزاحم في فترة الصيف الأوقات و تبدأ الترتيبات لقضاء الأوقات مع الأحباب و الخلان , و لمزيد من المتعة و الإنسجام , يفكر الكثير في السفر لتحصل له المتعة الكاملة ,,,

و نحن هنا سنسافر معا, و لكن سفرنا سيكون له شكل خاص و طعم أخر.

سيصحبنا في رحلتنا كل من المتعة و التشويق و الخيال و  الحكمة و المعرفة و الطرفة و لا ننسى رفيق الدرب الإبداع ,,,

اعتقد أنني بدأت أثير فيك تساؤلا و ولدت عندك فضولا للمعرفة , وأعدك أنك ستستمع في رحلتنا فاستعد للانطلاق,,,

فعلى جميع المسافرين على متن خطوطنا الجلوس في المقاعد , و ربط الأحزمة

و يجدر بنا هنا أن نشير لركابنا الكرام أنه بإمكانهم السفر عبر رحلتنا إلى الماضي و الحاضر و المستقبل ,,,

إنها رحلة مع القراءة ,,


يقول الأديب المصري الكبير عباس محمود العقاد عن سبب حببه للقراءة , فأجاب :…

لست أهوى القراءة لأكتب , و لا لأزداد عملا في تقدير الحساب , إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة , و حياة واحدة لا تكفيني و لا تحرك كل ما في ضميري  من بواعث الحركة .

القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة لأنها تزيد هذه الحياة عمقا , و إكانت لا تطيلها بمقدار الحساب . فكرتك أنت فكرة واحدة , شعورك  أنت شعور واحد , خيالك أنت خيال فرد واحد إذا قصرته عليك , ولكنك إذا لقيت بفكرتك  فكرة أخرى , ولاقيت بشعورك شعورا , و لاقيت بخيالك خيال غيرك , فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين , و أن الشعور يصبح شعورين , و أن الخيال يصبح خيالين … كلا … و إنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات الأفكار في القوة و العمق و الأمتداد ,,, “

و يقول الشاعر  و الناقد الأمريكي عزرا باوند …

” يجب أن نقرأ لنزيد من قوتنا , الإنسان الذي يقرأ هو إنسان مفعم بالحياة , و الكتاب ما هو إلا وعاء من نور يقبع بين يدي من يقرأ “


ماهي هوايتك ؟؟؟

اعتدنا منذ كنا صغار أن نسمع هذا السؤال ,,, ما هي هوايتك ؟؟؟

و نحن جميعا نتباهى  في سرد الهوايات المختلفة و المبتكرة فمن جامع للطوابع , و أخر للعملات النادرة و الرسم …. إلخ

و بعضنا يمكن أن يقول أن هوايته هي القراءة فهل يمكن لنا أن ندرج القراءة ضمن هوايتنا ؟؟!

و حتى نستطيع أن نجيب على هذا السؤال نسأل سؤالا قبله و هو,,,

هل التنفس من ضمن هواياتنا أو الأكل أو الشرب أو النوم  ؟!!

هل يعقل أن يمر عليك يوم دون أن تأكل أو تشرب أو حتى أن تنام , لو  أفترضنا جدلا أن ذلك حصل تخيل كم هم حجم الإضطراب الذي ستعيشه نتيجة ذلك ,,,

و ربما لو سمعنا أحدهم يقول أن هوايته المفضلة هي الأكل سينفجر المكان من شدة الضحك و نأخذ  هذه الكلمات على أنها نكتة طريفة يريد أن يؤنسنا بها في هذا الزمان النكد أو حقيقة طريفة خصوصا إن كان من أصحاب الأجسام الممتلئة! بالتأكيد ستستغربون هذه الفلسفة ,,  لماذا؟؟

لأن هذه الأمور عادات أو أفعال ضرورية طبيعية لكل إنسان و لكل كائن أخر  و كذلك هو الحال بالنسبة للقراءة ،أرى أنها ضرورية لكل انسان , تماما كالتنفس و الأكل لا غنى عنها , بل و القراءة أمر يتميز به الانسان عن باقي المخلوقات , فلذلك أرى أن القراءة ليست هواية أبدا … القراءة أمر ضروري و لا نستطيع أن نعتبرها هواية نمارسها متى نشاء [1]

و الحقيقة أن القراءة هي أكثر من شيء ضروري ,بل هي مظهر من مظاهر الحياة الجوهرية , و الإنسان الذي حرمه الله ” نعمة القراءة  ” قد حُرم شيئا عظيما و أوصد في وجهه باب كبير من أبواب الحياة هو باب العلم ,,,

اعتقد الآن أنك بدأت تشعر بأهمية القراءة ,  فالإنسان الذي يقرأ هو  إنسان أقل ما قد يقال فيه أنه إنسان”حــــر” تجرد من كل معاني العبودية للجهل و الجهلاء , واسع الخيال , و هو القائد الحقيقي للشعوب و الأمم , و إن لم يكن هو في الحقيقة , و لكن الكل يرجع إليه في كل أمر حتى الحكام و الأمراء و الملوك, و أسألوا أهل التاريخ ,,,

و لا أظنك ستستغرب عندما تعلم أن حياتك كلها تقع بين مفصلين أساسيين , فالإنسان ابتداء بتجاوزه لمرحلة الطفولة مرورا بمرحلة البلوغ والإدراك وصولا إلى مرحلة الممات انتهاء بيوم البعث و النشور واقعة بين مفصلين رئيسين من الأمر الرباني ” بإقرأ “

عالم القراءة

والقراءة عالم فريد تعيش فيه مع الكتاب و تسافر فيه عبر الزمن , فأنت مع القراءة تكون قد امتلكت تذكرة سفر تستطيع من خلالها أن تسافر إلى الماضي فتقراء أحوالهم و تعرف أخبارهم كيف عاشوا , و كيف كانوا , و ما أهم معالم الحضارة و النهضة التي كانت في عصرهم, كيف صعدوا و كيف سقطوا , تتعرف على أبطال زمانهم و تعرف كيف أصبحوا أبطالا يقتدى بهم و يضرب بهم المثل , و تسافر في الحاضر فتصل و أنت في بيتك بل و على كرسيك المتحرك إلى بلاد ما وراء النهر و فوق الهملايا و تجوب بلاد العالم شرقا و غربا , و تحلق مع المستقبل مع أصحاب النظرات الثاقبة الذين يرون ما لا يراه الأخرون ,,,

بإختصار شديد أنت عندما تقرأ كتابا , فإنك في الحقيقة تقراء إنسان بل تجربة حياة بل تجربة أمة مضت مع الأيام , و قد وهبت لك بين دفتي كتاب ,,,

فنون القراءة :




أقراء

ماذا
لماذا
كيف
متى
أين

هذه الأسئلة كفيلة بجعلك تبحث لها عن إجابات تجعلك تقرأ قراءة ذكية ,,,

و اسمح لي الآن أن أخذك  برحلة معي في ربوع ما في مكتبتي المتواضعة من تذاكر سفر حول العالم  و أهديك شيئا مما قرأته و طالعته من كنوز عظيمة ,,,

و لعل أقل شيئا ستستفيده من حصولك على هذه التذاكر أن تعلم ما في حصيلة هذه الأمة من علم عظيم و تراث ربما نكون قد أهملناه بعض من الوقت , و حان الآن وقت استثماره بشكل صحيح ,,,

و هذه خطوة مني أرجو أن تسهم في تشكيل قاعدة للصاعدين نحو مسيرة تغيير واعي ,,,

رحلة سعيدة أرجوها لك ,,,

و لكل المسافرين ,,, من الأمير تحية .


[1] القراءة الذكية – د. ساجد العبدلي